يمكنك متابعة الجرء الاول من هنا
حكمة الجمهور
يتوقع البعض أن يكون بإمكاننا مشاركة المزيد من المعلومات في المستقبل. ويتنبأ باحثون نشرت كتاباتهم مؤخرا بمجلة “بحوث الإنترنت الطبية” أن يعمل المرضى الذين يستخدمون الأجهزة الطبية اللاسكية وأجهزة مراقبة الأنشطة الجسدية على جمع معلومات من الجمهور وتشخيص حالاتهم الطبية.
ويحدث هذا حاليا في مواقع إلكترونية لتشخيص الأمراض، مثل موقع “مرضى مثلي” (PatientsLikeMe) وموقع “طب الجمهور” (CrowdMed) اللذين يُمكنان الناس من مشاركة الأعراض المرضية الغامضة مع الجميع.
ويقوم موقع “مرضى مثلي” بتجارب لجمع وتوحيد المعلومات التي يحصل عليها من الأجهزة الطبية المزروعة في أجساد الأشخاص أو التي يحملونها. وهذا هو المستقبل الذي يمكننا – من خلال وضع التغيرات الجسدية الداخلية على الإنترنت – من استقاء المعرفة والحكمة من الجمهور للتعرف على الأمراض ذات الأعراض الغامضة.
لكن ذلك قد ينطوي على مخاطر أيضا، وخاصة إذا ما كشف الناس عن تفاصيل أكثر حول ما يعتزمون القيام به. فمن له الحق في معرفة المعلومات الخاصة بجسدك؟ وتخيل، على سبيل المثال، غبطة شركات التأمين الصحي عندما يبدأ عملاؤها في نشر المعلومات الخاصة بهم على الإنترنت، بقصد أو بغير قصد، مثل تحركاتهم المختلفة، وأنشطتهم الجنسية، وعاداتهم الخاصة بتناول الطعام، أو استخدامهم للعقاقير.
وإذا كشفت تلك المعلومات عن إجابات لأسئلة من قبيل: هل تمارس هواية القفز بالمظلات؟ وما هي كمية اللحوم الحمراء التي تناولتها الأسبوع الماضي؟ وما هو عدد الأشخاص الذين مارست معهم الجنس مؤخرا؟
في هذه الحالة، فإن شركات التأمين قد تزيد من كلفة تأمينك الصحي إن لم ترفض منحك وثيقة تأمين لديها من الأساس.
وفي الحقيقة، يشعر البعض بالقلق حيال إساءة استخدام شركات التأمين الصحي للمعلومات الصحية الخاصة بالعملاء، وكان ذلك أحد الأسباب وراء اتخاذ الهيئة الوطنية للتأمين الصحي في المملكة المتحدة قرارا بتأجيل خططها للمشاركة في نشر ملخصات لسجلات المرضى على قاعدة بيانات على الإنترنت.
وهناك اعتبار آخر، وهو أنه لا يوجد أي شخص في معزل الآن. إذ أن جيناتك الوراثية مثلا هي نفس جينات أشقائك ووالديك. ويشارك البعض الآن بنشر نتائج الملامح الجينية الخاصة بهم على الإنترنت، خاصة على المواقع والمنتديات المهتمة بالسلالة البشرية، لكن هناك احتمال أنهم بذلك، وعن طريق الخطأ، ينشرون معلومات عن أشخاص آخرين يرغبون في الحفاظ على خصوصيتهم.
وكما قالت الكاتبة في مجال العلوم، فرجينيا هيوز: “قد يكون البحث عن سلالة الجينات الوراثية شيئا ممتعا… إلا أن التكنولوجيا يمكنها بكل سهولة الكشف عن أنشطة أكثر خصوصية؛ مثل الخيانة، والتبرع بالحيوانات المنوية، والتبني. لذا، فإن أسرار العائلة لم تكن في يوم من الأيام أكثر عرضة للإفشاء مما هي عليه حاليا.”
إن نشر المعلومات الخاصة بأنشطتك الجسدية على الإنترنت سيكون حتما ميزانا دقيقا بين مجموعة من المخاطر والفوائد. وقد تكون فوائد تلك التكنولوجيا مهمة وتجعلنا أسعد وفي صحة أفضل، ولكن ربما علينا أيضا القبول بأن تصبح التفاصيل الخاصة بنا أكثر علانية من أي وقت مضى.
المصدر : BBC
حكمة الجمهور
يتوقع البعض أن يكون بإمكاننا مشاركة المزيد من المعلومات في المستقبل. ويتنبأ باحثون نشرت كتاباتهم مؤخرا بمجلة “بحوث الإنترنت الطبية” أن يعمل المرضى الذين يستخدمون الأجهزة الطبية اللاسكية وأجهزة مراقبة الأنشطة الجسدية على جمع معلومات من الجمهور وتشخيص حالاتهم الطبية.
ويحدث هذا حاليا في مواقع إلكترونية لتشخيص الأمراض، مثل موقع “مرضى مثلي” (PatientsLikeMe) وموقع “طب الجمهور” (CrowdMed) اللذين يُمكنان الناس من مشاركة الأعراض المرضية الغامضة مع الجميع.
ويقوم موقع “مرضى مثلي” بتجارب لجمع وتوحيد المعلومات التي يحصل عليها من الأجهزة الطبية المزروعة في أجساد الأشخاص أو التي يحملونها. وهذا هو المستقبل الذي يمكننا – من خلال وضع التغيرات الجسدية الداخلية على الإنترنت – من استقاء المعرفة والحكمة من الجمهور للتعرف على الأمراض ذات الأعراض الغامضة.
لكن ذلك قد ينطوي على مخاطر أيضا، وخاصة إذا ما كشف الناس عن تفاصيل أكثر حول ما يعتزمون القيام به. فمن له الحق في معرفة المعلومات الخاصة بجسدك؟ وتخيل، على سبيل المثال، غبطة شركات التأمين الصحي عندما يبدأ عملاؤها في نشر المعلومات الخاصة بهم على الإنترنت، بقصد أو بغير قصد، مثل تحركاتهم المختلفة، وأنشطتهم الجنسية، وعاداتهم الخاصة بتناول الطعام، أو استخدامهم للعقاقير.
وإذا كشفت تلك المعلومات عن إجابات لأسئلة من قبيل: هل تمارس هواية القفز بالمظلات؟ وما هي كمية اللحوم الحمراء التي تناولتها الأسبوع الماضي؟ وما هو عدد الأشخاص الذين مارست معهم الجنس مؤخرا؟
في هذه الحالة، فإن شركات التأمين قد تزيد من كلفة تأمينك الصحي إن لم ترفض منحك وثيقة تأمين لديها من الأساس.
وفي الحقيقة، يشعر البعض بالقلق حيال إساءة استخدام شركات التأمين الصحي للمعلومات الصحية الخاصة بالعملاء، وكان ذلك أحد الأسباب وراء اتخاذ الهيئة الوطنية للتأمين الصحي في المملكة المتحدة قرارا بتأجيل خططها للمشاركة في نشر ملخصات لسجلات المرضى على قاعدة بيانات على الإنترنت.
وهناك اعتبار آخر، وهو أنه لا يوجد أي شخص في معزل الآن. إذ أن جيناتك الوراثية مثلا هي نفس جينات أشقائك ووالديك. ويشارك البعض الآن بنشر نتائج الملامح الجينية الخاصة بهم على الإنترنت، خاصة على المواقع والمنتديات المهتمة بالسلالة البشرية، لكن هناك احتمال أنهم بذلك، وعن طريق الخطأ، ينشرون معلومات عن أشخاص آخرين يرغبون في الحفاظ على خصوصيتهم.
وكما قالت الكاتبة في مجال العلوم، فرجينيا هيوز: “قد يكون البحث عن سلالة الجينات الوراثية شيئا ممتعا… إلا أن التكنولوجيا يمكنها بكل سهولة الكشف عن أنشطة أكثر خصوصية؛ مثل الخيانة، والتبرع بالحيوانات المنوية، والتبني. لذا، فإن أسرار العائلة لم تكن في يوم من الأيام أكثر عرضة للإفشاء مما هي عليه حاليا.”
إن نشر المعلومات الخاصة بأنشطتك الجسدية على الإنترنت سيكون حتما ميزانا دقيقا بين مجموعة من المخاطر والفوائد. وقد تكون فوائد تلك التكنولوجيا مهمة وتجعلنا أسعد وفي صحة أفضل، ولكن ربما علينا أيضا القبول بأن تصبح التفاصيل الخاصة بنا أكثر علانية من أي وقت مضى.
المصدر : BBC
ليست هناك تعليقات